يحكى على لساني الراوي
تدور احداث هذه القصة حول سيدة من دولة الجزائر ، حيث انه وفي عام 1977م وفي احدى ليالي الشتاء الباردة وفي بلدة تسمى ( بن عزوز ) والتي تقع في شمال شرق الجزائر كانت تعيش هذه السيدة رفقة زوجها في سلام حتى جاء اليوم الذي انتهى فيه هذا السلام ، في ذلك اليوم شعرت الزوجة انها في حاجة الى شرب القليل من المياه وكان الوقت متأخرا جدا حوالي الساعة الثالثة صباحا ، قامت الزوجة من فراشها وكان داخل المنزل هناك فناء والى جوار الفناء هناك حظيرة.
فقد كانت الزوجة و الزوج يعملان في تربية المواشي وبيع منتجاتها من لحوم والبان ، فجأة شعرت الزوجة وان هناك احدا ما يرتدي زيا ابيض يسير في الخارج ، ذهبت الزوجة الى الفناء لتتأكد بنفسها ولكنها كانت حذرة فقد يكون هذا الشيء مجرد لص يريد ان يسرق اي شيء ، نظرت الزوجة بحذر الى الفناء من خلف النافذة فرأت شيئا جمد الدم في عروقها ، هناك ما يشبه الطيف مرتفع قليل عن الارض يدور حول الفناء بسرعة كبيرة ، عجزت الزوجة عن التحدث لدقائق ، بعدها استجمعت الزوجة قواها وصرخت باعلى صوتها.
جاء الزوج مسرعا ليرى سبب صراخ زوجته فكانت المفاجأة ، الشبح اختفى فجأة قبل ان يصل الزوج ولم يرى اي شيء ، على الرغم من اخبار الزوجة ما حدث لزوجها الا انه اقنعها بان ما رأته ربما يكون سرابا او انها تتوهم هذا الشيء ، ربما يكون الشيء الابيض الذي رأته الزوجة مجرد بقرة تسير في الفناء فقد ظن الزوج انه ربما نسي اغلاق باب الحظيرة ، على الرغم من اصطحاب الزوج لزوجته والتوجه لتفقد الابقار في الحظيرة الا انه لم يجد اي شيء مريب ، الابقار في مكانها وهنا بدأ السؤال يجول في خاطر الزوج و زوجته.
يا ترى ما هذا الشيء الذي رأته الزوجة ، هدأت الزوجة وعاد الزوجان الى النوم ، بعدها بعدة ليالي رأت الزوجة نفس الشبح يدور في فناء منزلها ، لم تكن هذه هي المرة الاخيرة بل رأته للمرة الثالثة ، هنا تأكد الزوج بان هناك امر ما حول هذا المنزل ، فالاماكن التي تظهر فيها اشباح هي اماكن قد يكون قد حدث بها امر ما منذ زمن بعيد ، بدأ الزوج يسأل اهالي البلدة عن اي شيء يخص منزله او الارض الذي بني عليها هذا المنزل لعله يخرج بمعلومة مفيدة تخبره بحقيقة ما تراه زوجته المسكينة في كل مرة تستيقظ بها ليلا.
بعد بحث طويل توصل الزوج الى حقيقة ذلك الشبح الذي يظهر في فناء المنزل ، حيث اخبر السكان الزوج بانه في عام 1961م وعلى نفس الارض الذي بني عليها المنزل تم الحكم بالاعدام على مجموعة من المواطنين ، وتم تنفيذ الحكم على يد المستعمرين الفرنسيين ، كان حكم الاعدام قاسيا حيث تم رمي المواطنين بالرصاص وقبل ان يفارقوا الحياة تم دفنهم وهما يعانون من الالم بسبب الرصاص القاتل ، في النهاية تم استخراج الجثث ودفنها بالطريقة اللائقة ولم يعد هذا الشبح يظهر في الفناء مرة اخرى.