جئتكم اليوم بقصة جديدة كالعادة اتمنى أن تعجبكم وتابعوني من فضلكم كي استمر في نشر كل ماهو جميل ومفيد وشكرا
🥰🥺
النصيحة ببعير
يحكى أن أحدهم ضاقت به السبل ، وقطعت به الطرق ، وسئم الحياة ، فقرر أن يهجر بلده وأهله ، ويهيم على وجهه ، وغادر أرضه حتى وصل أرض بعيدة بها رجل من الأجاويد رحب به وسألته عن غايته ، ولما علم بقصته عرض عليه أن يعمل في خدمته ؛ على أن يعطيه ما يرضيه ويمنحه مكانًا يأوي إليه ، فوافق الرجل وكان بالنهار يرعي الغنم والإبل ، وفي الليل يعد القهوة لمضيفه وزائريه
ودام الرجل على هذا الحال سنوات وسنوات ، وكان الشيخ الذي يعمل عنده برعي الغنم كريمًا جوادًا يعطيه كل فترة من الإبل والماشية ما يحميه من غدر الدهر وتقلباته ، ولكن تاقت نفس الرجل لرؤية أهله وأبنائه ، واشتاق لوطنه ، فأخبر الشيخ عن رغبته في الرحيل ، والعودة إلى بلاده
عز على الشيخ فراقه وهو الأمين الصادق ، ولكنه خضع لرغبته ، وأعطاه الكثير من المواشي والإبل ، وودعه داعيًا له بالخير والسلامة ، وبعد أن سار الرجل أيامًا طويلة في الصحراء القاحلة ، رأى شيخًا مسنًا جالسًا على وسط الصحراء الخاوية ، وليس عنده شيء سوى خيمته التي ضربها بجواره
وعندما وصل إليه سأله ماذا يفعل وحده في شمس الصحراء الحارقة ؟ فقال الرجل : أنا أعمل في التجارة ، فتعجب الأخر أي تجارة رائجة في هذا المكان الخالي ! وأين البضاعة التي يتاجر بها ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع النصائح للناس ، فتعجب الرجل أكثر وسأله عن ثمن النصيحة ؟ فرد الشيخ قائلًا : أبيع النصيحة ببعير
هنا أطرق الرجل مفكرًا في أمر تاجر النصائح الغريب ، وقرر أن يشترى منه نصيحة ، فأعطاه واحدًا من البعير ، وطلب نصيحته ، فقال الشيخ : إذا طلع سهيل لا تأمن للسيل ، فكر الرجل في النصيحة وقال : ما لي ولسيل في هذه الصحراء الخاوية ، واعتقد أن تلك النصيحة لن تنفعه بشيء ، فطلب غيرها مقابل بعيرًا أخر ، فنصحه الشيخ قائلًا : أبو عيون برق وأسنان فرق لا تأمن له
فقال الرجل في نفسه : ما هذا النصيحة ، وبما ستنفعني ، وقرر أن يشتري نصيحة ثالثة مهما كلفه الأمر من بعير ، وبالفعل باع له الشيخ نصيحته الثالثة حين قال له : نام على الندم ولا تنام على الدم ، ولم تكن النصيحة الثالثة أفضل من سابقيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وسارا عائدًا إلى أهله ومعه ما تبقى من مواشي وإبل
وفي يوم من الأيام بينما هو سائر رأى قوم قد